الجمعة، 28 يونيو 2013

العمارة الإسلامية في مصر في العصر الأيوبي

في أيام السلاطين من بني أيوب دخلت جزيرة الروضة بما حوته في ملك ابن اخ صلاح الدين ثم استأجرها الملك الصالح أيوب لمدة ستين سنة و بني فيها قلعة و كل حراستها إلي المماليك من جنده و أطلق عليها إسم "البحرية".

من مميزات الطراز الأيوبي في العمارة تطور المئذنة التي أخذت شكلاً خاصاً يعرف بـ "المنخرة" و كذا القبة إذ تعددت فيها حطات المقرنص و بناء الإيوان مفرداً فوق القبور بدل القباب، كما ظهر بناء الخوانق لإقامة الصوفية.
و كان لملك صلاح الدين يوسف الايوبس أكبر الفضل في إنشاء المدارس و إنتشارها في مصر، و قد عمل علي القضاء علي المذهب الشيعي و إنعاش مذاهب أهل السنة فبني المدارس لفقهائها و كان للمذهي الشافعي الحظ الأكبر.

1- قبة و مسجد الإمام الشافعي (608 هـ - 1211 م)

يقع هذا الأثر في شارع الإمام الشافعي، كانت هذه المدرسة خاصة بفقهاء أصحاب الشافعي و معقلاً لنشر هذا المذهب،



و تم تجديد هذا المسجد في عهد الخديوي توفيق علي ما هو عليه الآن، و بقي من عمارة صلاح الدين الأولي لقبر الشافعي تابوت فاخر من الخشب غطاؤه هرمي الشكل عليه نقوش و كتابات بالخط الكوفي.
تعتبر قبة الإمام الشافعي من أجمل القباب في مصر الإسلامية و تنتهي القاعدة المربعة من الخارج بشرفة بها شرفات مسننة جميلة بأسفلها محاريب ذات عقود مثلثة محلاه بزخارف جصية و فوق هذه القاعدة المربعة توجد قبة خشبية .و بقمة القبة من الخراج يوجد قارب برونزي يعرف بـ"العشاري" كان يوضع فيه الحبوب لأكل الطيور .



وبجدار الضريح الشرقى ثلاثة محاريب غلفت تجاويفها بأشرطة من الرخام الملون كما غلقت طواقيها بالخشب المنقوش ثم محراب رابع صغير أحدث لتصويب اتجاه القبلة وتكسو الحوائط الداخلية وزرة من الرخام الملون يتخللها ثلاث لوحات رخامية تشير اثنتان منها إلى تجديد قايتباى للقبة و هي مصنوعة من الخشب المصفح بألواح من الرصاص ركب بأعلاها قارب من النحاس يبرز منه الهلال.

2- مسجد السلطان الصالح نجم الدين-المدرسة الصالحية (641 هـ -1243م)

أنشأ هذه المدرسة الصالح نجم الدين أيوب سابع من ولى ملك مصر من سلاطين الدولة الأيوبية ، أقامها على جزء من المساحة التى كان يشغلها القصر الفاطمى الكبير وأتمها سنة 641 هجرية = 1243 /44م وكانت تتكون من بناءين أحدهما قبلى ، وقد ضاعت معالمه وشغلت مكانه أبنية حديثة ، والثانى بحرى لم يتخلف منه سوى إيوانه الغربى الذى يغطيه قبو معقود ، وكان كل من البناءين يشتمل على إيوانين متقابلين أحدهما شرقى والآخر غربى وصف من الخلاوى على كل من الجانبين ويفصل هذين البناءين ممر يقع فى نهايته الغربية مدخل المدرسة الذى يتوسط الوجهة تعلوه المئذنة.
وما زالت هذه الوجهة محتفظة بتفاصيلها العمارية فهى مقسمة على يمين المدخل ويساره إلى صفف قليلة الغور فتح أسفلها شبابيك تغطيها أعتاب امتازت بتنوع مزرراتها تعلوها عقود عاتقة اختلفت زخارفها وتنوعت أشكالها. وهنا تبدو لنا أول مرة فى هذه الوجهة ظاهرة فتح شبابيك سفلية بعد أن كانت تشاهد بأعلى الوجهات فى الجوامع المتقدمة كجامعى عمرو وابن طولون وغيرهما. وقد عنى بزخرفة المدخل وتجميله فأخذ الكثير من عناصره الزخرفية من وجهتى جامعى الأقمر والصالح طلائع وكتب وسط العقد المقرنص الذى يعلو الباب تاريخ الإنشاء 641 هجرية.



أما المئذنة فتبتدئ أعلى المدخل مربعة إلى الدورة ثم مثمنة تحلى أوجهها صفف تغطيها عقود مخوصة فتح بها فتحات بعقود على شكل أوراق نباتية. ويغطى المثمن قبة مضلعة ازدانت قاعدتها بفتحات على هيئة أوراق نباتية أيضا تعلوها تروس بارزة. وتمثل هذه المئذنة طراز أغلب المآذن التى أنشئت فى أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الهجرى - الثالث عشر وأول الرابع عشر الميلادى - قبل أن تتطور إلى طرازها المألوف الذى عم وانتشر بمصر بعد ذلك.



3- مدرسة و ضريح الصالح نجم الدين أيوب (647 هـ -1249 م)

تعتبر من أهم العمائر التي تنسيب للعصر الأيوبي و تتكون المدرسة من جزئين رئيسيين يفصلهما ممر تعلو مدخله مئذنة، كما أن كل جزء تتكون من إيوانين متقابلين بينهما فناء، و ملحق بالمدرسة ضريح بجوار الإيوان الغربي تعلوه قبة من الطوب و حوائط الضريح من الحجر، و طريقة تحول القبة من المربع إلي الدائرة استخدمت فيها ثلاثة صفوف من المقرنصات وتسود هذه القبة البساطة سواء من الداخل أو من الخارج وتبرز وجهتها عن سمت وجهة المدرسة و تنتهى بعقود محدبة وتتوجها شرفات مسننة وترتكز القبة على قاعدة مثمنة فتح فى كل من وجهاتها الأربع ثلاثة شبابيك كما فتح فى مبدأ انحناء القبة ثمانية شبابيك.



تزيين المحراب بالف***ساء المذهبة ذلك النوع من الزخرف الذى نراه باقيا فى هذا المحراب لأول مرة بمصر. وبالرغم من انتشار استعماله قبل ذلك كعنصر أساسى فى تزيين كثير من الآثار الإسلامية المتقدمة فى الشرق كقبة الصخرة والمسجد الأقصى بالقدس والجامع الأموى بدمشق. أمرت بإنشاء الضريح الملكة شجرة الدر سنة 647 هجرية ليدفن بها زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب

4- قبة شجرة الدر

تقع بشراع الخليفة تجاه مشهد السيدات والسيدة رقية و قد أمرت بإنشائها شجرة الدر المدفونة فيها.
قبة السلطانة شجرة الدر، هي عبارة عن غرفة دفن مربعة الشكل تعلوها قبة، وهناك ثلاثة أبواب في وسط ثلاثة من أضلاعها؛ بينما يوجد المحراب في وسط الضلع الرابع من جهة القبلة. و للمحراب بروز شبه دائري من الخارج، و على كل جانب من جانبيه كوة يعلوها عقد ذو زاوية. و في وسط كل ضلع من الأضلع الأربعة للضريح توجد كوة مستطيلة من الجص بالداخل. و يعلو كوة المحراب عقد نصف دائري. و جميع العقود محمولة على إفريز خشبي يحتضن الضريح تماما. و المحراب هو أول نموذج في مصر يحتوي على ف***ساء في شكل شريط مضفر وسط خلفية مذهبة، و به رسم لشجرة بأغصان مسترسلة. و يوجد في وسط الضريح تابوت من خشب حديث نسبي؛ يضم أجزاء أخذت من التابوت القديم.



5- قبة الخلفاء العباسيين

و تقع خلف المشهد النفيسي و تضم رفاة أفراد من الخلفاء العابسيين و كذا أولاد الظاهر بيبرس البنقداري
و مقرنص هذه القبة يتفق مع مقرنص قبة شجرة الدر و تشبهها أيضاً في أشكال العقود المحارية الجصية الموجودة بقاعدة القبة من الخارج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق